عن الأمل والموت في الزلزال القادم


كيف نهدر الآن عن عمد واصرار فرصة الاستفادة من معلومات زلزال تركيا-سوريا من أجل الحفاظ على طرابيش وشراويل وأوهام شيوخ الكار!.

ليس العقل العربي فقط هذه المرة، بل العقل الأمريكي أيضاً، وهنا لا أتكلم في السياسة بل في موضوع علمي يُفترض أنه أقل تعقيداً من خلافات مخاتير القرى وتنافسهم المصيري لبقائهم على قيد الإحساس بالوجود الإنساني، لكن وفقاً لما رأيته في حياتي..


العقل الإنساني واحد في كل بقاع العالم.


تقع بلادنا للأسف فوق صدوع نشطة وخطرة جداً تولد زلزال كبيرة آخرها زلزال شباط الذي هو وفقاً لتوقعي مقدمة لأحداث أخرى ستأتي تباعاً بشكل عشوائي، الفارق بين الحدث والآخر قد يكون بضع أشهر، أو بضع عقود من السنوات، الأحداث هنا عشوائية بشكل تام، لا نستطيع بالتأكيد معرفة مكان وزمان الضربة القاتلة التالية، لكن نستطيع ان نطور استعدادنا الدائم لها بشكل مستمر وجيد.
لا يريد الأمريكي قائد الكودات المحلية في المنطقة أن يعترف ان زلزال تركيا-سوريا قد خرق قواعده للتصميم الزلزالي، وأن كوداته لم تكن صالحة إلا في بعض المناطق التي تعرضت للزلزال، بينما في مناطق أخرى لم يكن بمقدور حتى الأبنية المصممة لمقاومة الزلازل وفق المنهج الأمريكي أن تقاوم هذا الحدث.


شيوخ الكار لدينا والذين يملكون ذات عناد شيوخ الكار الأمريكيين أضافوا للكودات المحلية لمساتهم الخاصة، البعض من هذه اللمسات قاتل وهو سيؤدي إلى كوارث حتمية في حال حدوث زلزال كبير، اليوم تجدهم جميعاً يغنون بصوت واحد عن الفساد والغش في الأبنية، الفساد في هذه المنطقة العجيبة من العالم يحمي الجميع، يحميهم من الأسئلة العلمية القاتلة التي لا يستطيعون الإجابة عليها حتى لو هرشوا رؤوسهم بأظافرهم ألف مرة، نظرية الفساد تحميهم من اجترار ألم التراجع عن تعديلاتهم المحلية المعيبة على الكود الأمريكي والذي هو نفسه ليس صالحاً لمقاومة حدث زلزالي مثل زازال ٦ شباط.


الأمريكي وفي تواصل سريع وهامشي معه يريد فقط جمع معلومات تؤيد وجهة نظره وتعفيه من الاعتراف المر بالهزيمة أمام قوى الطبيعة، ما زال البشر يتعلمون وهذه الحقيقة البسيطة لا تروق للرفاق الأمريكان ولا للرفاق المحليين في المنطقة هنا، ضرب الأعناق ولا الاعتراف بالعجز العلمي للسادة مخاتير الأزقة والزواريب والحارات، لا يستطيع المخاتير تخيل فقدانهم للختم والشروال المقدس، سواء كان الشروال العظيم أمريكياً أم محلي الصنع.


للأسف لن تنجو مدننا من زلزال قادم محتمل حتى لو تم تصميمها على الزلزال وفق الكودات الحالية وحتى لو اختفى الفساد الذي يختبئ خلفه أطفالنا العلماء المحليين بإضافاتهم العجيبة الذكية- لكن القاتلة- على الكودات المحلية.


لدينا مناطق خاصة كثيرة في منطقتنا الخطرة ستهتز بشكل غير نمطي وبالتالي ستكون كوداتنا المسروقة من الكود الاكريكي غير فعالة في عملية تصميم آمن لمقاومة الزلزال، لا أحد يريد الاستماع إلى هذه الحقيقة البسيطة، قد أكون حياً في الزلزال القادم أو لا، لذلك من واجبي هنا أن أقول لجميع الباحثين الذي يبحثون في العلم لحماية أهلهم وأسرهم وبلدانهم وليس من أجل الظهور امام الناس والاستحواذ على ختم المخترة واحتلال ديوانها:


١- أن أول المفاتيح موجود في الكود الياباني.
٢- وثاني المفاتيح هو في التجرؤ على إنجاز دراسات محلية بعيداً عن القيود من أي نوع كانت، مثل القيود والمحددات الأمريكية أو اليابانية، نحتاج أبحاث حقيقية تاخذ طبيعة زلازل المنطقة بالحسبان ولا تنسخ وتترجم الكودات العالمية فقط.
٣- ثالث المقاتيح هو في التربة أسفل أقدامنا وفي طريقة تطبقها وطبيعتها في مناطقنا.
٤- رابع المفاتيح هو الابتعاد كلياً عن عبادة الأفراد، سواء كانوا أمريكيين أو يابانيين أو شيوخ زلازل محليين، يوم تنصبون شيوخاً فوق عقولكم تكونوا قد حكمتم على العقل والعلم بالموت والاندثار.

في أقرب فرصة ممكنة سأعد مقالة عن ما يجب فعله وأين يجب ان نتجه في البحث العلمي بعيداً عن نظريات الفساد العجيبة الغريبة، وبعيداً عن التبعية العمياء للأمريكي وغيره.
آمل في الانتهاء باسرع وقت ممكن من ضغط العمل في عملي الجديد لأتفرغ ولو جزئياً لكتابة ما يجب علي كتابته ونشره.

About Aiham Mahmoud

Structural engineer
هذا المنشور نشر في هندسة إنشائية, الجميع وكلماته الدلالية . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.