شيوخ العلم الجدد


كيف انحرفت منظومة التنوير بعيداً عن أخلاقها المؤسسة؟.

في نهاية القرن الماضي انتشر الرعب، ستتوقف الأنظمة الالكترنية عن العمل، ربما تسقط الطائرات، وتخرج المصانع النووية عن السيطرة، كل هذا، وغيره، بسبب مشكلة العام ٢٠٠٠ وترميز خاطئ لعدد الخانات اللازمة له في أنظمة التشغيل، ولكي لا يحدث هذا السيناريو المرعب قامت الشركات والمؤسسات بدفع مبالغ طائلة للمبرمجين لكي يتم إنقاذ العالم من الدمار قبل الانتقال بسلاسة للقرن الحالي واكتشاف الجميع أنهم وقعوا ضحية ساحر القبيلة الذي كان يستطيع حجب الشمس ومنعها من الظهور دون أن يدركوا أنه يقوم فقط بحساب مواعيد الخسوف أو الكسوف.


بعد سنوات طويلة ستثير شركات الأدوية عاصفة من الهلع العام تشبه عاصفة عام ٢٠٠٠ لتجني أرباحاً طائلة معتمدةً على الذعر العام نفسه وعلى الثقة التي منحها البشر للعلم قبل أن يستغل بعض البشر معرفتهم لاستعباد الآخرين أو لانتزاع أموالهم، حدث هذا سابقاً في المنظومات الدينية لكننا اليوم نشهد ظهوره بوفرة في المنظومات العلمية التي كانت في فترة ما ثورةً على كل دجل عبر اعتمادها منهجاً علمياً رصيناً رسالتهُ نشر التفكير النقدي وتعميق الهوية الفردية على حساب الهوية القطيعية للبشر التي مازال كل طامع بالسيطرة يستغلها أبشع استغلال.


بين المشكلتين مرّت كل تنوعات فخر الدول باختراعات عجيبة من أجل تسويق الأنظمة السياسية والاقتصادية، حضارات رائدة عملاقة، عباقرة، مبدعين، استثنائيين، موهوبين، بينما الحقيقة الصارخة تقول أن كوكب الأرض غارقٌ في الأزمات الإنسانية والعلمية والأخلاقية، هو استغلالٌ للعلم في التثبيت السياسي، وفي فكرة إخضاع الآخرين، قد يكون ساحر القبيلة بمساحة دولة!.


مليارات التقنيين والمختصين يستغلون عدم قدرة أي فردٍ بشري على الإحاطة بكل علوم الأرض ولو على سبيل الاطلاع السطحي فقط، يستغل هؤلاء هذه الحقيقة البسيطة لتسويق خداعهم للآخرين وتحويل هذا الخداع إلى مصدر كسبٍ مالي أو كسب نفوذ وسيطرة، في كل هذه الحالات وغيرها انزاح العلم بعيداً عن غايته، ابتعد عن الجانب التنويري ليغرق مع كل الغارقين قبله في لعبة تضليل البشر وخداعهم، أصبح صوت العلماء الحقيقيين شاذاً بين جموع السحرة والكهنة الجدد، حتى أصبح هناك ما يشبه الأخويات الدينية التي تتبادل سراً فيما بينها أحدث أساليب خداع الناس، نوعٌ من التعليم الشفهي للممنتسبين الجدد لها، ثقافةٌ غير مدونة، لا أحد يريد إعادة خطأ كتابة ميكافيلي لكتابه الأمير!.


ما يهم في العلم حقاً هو تدريس المنهج العلمي، كيف ندرب العقل البشري على الاستقلال، على النقد، على تمييز أشكال الاستغلال والخديعة، على التمرس في آليات الهدم والبناء العلمي، لا يوجد علم دون نقضٍ دائم ومستمر لكل ما هو قائم وهو أمر يتعارض بشدة مع كل أنواع منظومات الاستغلال الاقصادية والسياسية والاجتماعية، ظهور شيوخ العلم هو إعلان دخول البشرية في حقبةٍ مظلمة تحتاج إلى عصر تنويرٍ جديد، تحتاج إلى مثقفين وعلماء حقيقين يعيدون للثورة العلمية على الجهل العام زخمها، وأخلاقياتها، والتزامها الصارم بقول الحقيقة القابلة للنقد وللشك دون التهديد بسجنٍ، أو نبذٍ، أو اعتقال، أو قتل، كما حدث في الأزمة الصحية الأخيرة التي وصلت بالبعض إلى التحريض على اعتقال وحتى قتل من يخالف التوجه العلمي الرسمي الذي تم تعين شيخ له في كل دولة يرتبط أدبياً بالشيخ العام الذي يفتي للجميع بما يتوجب هليه فعله.


أخيراً شهدنا ولادة ناطق علمي عام بمهمةٍ رسمية دولية تشبه مهمة البابا في العصور الوسطى.


للحديث بقية..

نُشِرت في فكرة, الجميع | الوسوم: | أضف تعليق

كأن حدود الدول والقوميات ما زالت موجودة بعد!

يظن البعض أن التغيير ممكن في بلد واحد..
وكأن حدود الدول والقوميات ما زالت موجودة بعد!.

لم يعد ممكناً التحرك سياسياً وثقافياً في بلد واحد وإحداث خرق ما، لقد تحالفت الحكومات حتى المختلفة والمتصارعة منها على منع أي تغيير شعبي، بل حتى الحكومات الغربية -خاصة بعد تحرك السترات الصفر- قررت الانضمام بقوة إلى هذا التحالف غير المعلن خشية انقلاب الساحة السياسة نحو اليمين الأوروبي، أو تنفيذ غزوات مماثلة لغزوة ” أنصار ترامب” بعد خسارته الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية، كان جزء كبير من آليات التقييد المكاني في كورونا اختبار لردة فعل الشعوب على اجراءت حظر تجول عالمية، ما هي المدة التي يستطيعون فيها منع كتل بشرية هائلة من الفعل قبل بدء ظهور أعراض الجنون وبدء انتقال الجماعات البشرية إلى العنف المنفلت من أي ضابط.
جزء من تحالف الحكومات مبرر!، وهو -نظرياً- الحاجة إلى ضبط كتل بشرية هائلة الحجم ستضطرب بعنف مع انخفاض مستوى المعيشة بشكل مذهل عند تراجع طاقة النفط وازدباد كلفتها، أو ربما عند منع استخدام النفط كلياً نتيجة تدهور حاد ومرعب في سلامة مناخ الارض، ستحدث عندها اضطرابات واسعة النطاق، من يرغب التأكد من وجود إجراءات احترازية لأغنياء الأرض للنجاة بأنفسهم من حدث قريب يتوقعونه والتي وصل تطرف بعضها إلى فكرة تركيب أطواق الكترونية متفجرة للعمال الزراعيين -العبيد الجدد- تمنع تمردهم على نظام نيو-اقطاع فليبحث عن هذا الأمر في الانترنت، القلة تصدق فقط أن هامش الربح الطاقي لأنظمة الطاقة البديلة لا يمكن أن ينافس على الإطلاق مجانية طاقة النفط، النفط كنز راكمته الأرض خلال ملايين السنين واستهلكه الإنسان الأحمق خلال بضع عشرات منها فقط، لذلك قلت أن جزء من تحالفهم هذا يبدو ظاهرياً مبرراً، لأنهم لم ولن يجتمعوا على مبدأ أخلاقي حقيقي يفيد البشر فعلاً، لن يجتمعوا ويتحالفوا إلا للحفاظ على استمرار بقائهم ظناً منهم أنهم الأفضل للبشرية والأرض، بل للكون كله، بدءاً من كوارث الشرق لدينا، وصولاً إلى مجانين الغرب!.
سيشهد هذا القرن بعد منتصفه -أو ربما في ربعه الأخير- أول تغيير ثقافي عالمي شامل مُسقِطاً مفهوم الحدود بين الدول حتى لو بقيت شكلياً لفترات طويلة بعده، سيتعلم البشر أن الحدود والأسوار الدينية والقومية كانت ضرورة تاريخية في فترة ما والآن انتهت كما انتهت قبلها الحدود القبلية وبعدها الحدود الإقطاعية لتتشكل على أنقاضها الدول.
إن كان هناك حزب سياسي يرغب ان يكون حزب المستقبل، وليس حزب المنقرضين والمستحاثات والديناصورات، عليه أن يؤسس نفسه على مبادئ عالمية، ويوجه نشاطه فعلياً نحو الأرض كلها وفق صيغ أكثر نضجاً بكثير من مقاربة الشيوعية وبعض الأديان التي كانت بالفعل أممية، من يحلم بثورة مثلاً في الشرق الأوسط سيصطدم بتعاون الأخوة الأعداء على إجهاضها حتى لو كانوا يغتصبون بعضهم البعض قبل يوم واحد فقط من حدوثها، لكن إن حدثت فجأة أمامهم سيتم دفنها أولاً، ثم العودة إلى صراعهم القاتل -بعد انهائها- ثانياً، لم يعد ممكناً اللعب على تناقضاتهم البينية، لم يعد ممكناً الرهان عليها كما كانت تفعل الأحزاب السياسية في القرن الماضي، انتهى ذاك الزمان إلى غير رجعة، معظم البشر مازالوا مغيبين يحلمون بقواعد سلوك سابقة أكل عليها الدهر وشرب، قواعد سلوك خطرة، بل قاتلة، لا تفهم متغيرات العصر، ومدى عمق وخطورة التحديات التي تواجه -حالياً- وجود البشر.

نُشِرت في الجميع, سياسة | الوسوم: | أضف تعليق

كيف تقتل مقاوماً؟

كيف تقتل مقاوماً؟
اتركه يصل إلى السلطة.
زيّن له أنه نقطة ارتكاز البلاد .. إن سقط، سقطت معه، وضاعت الأرض والبشر.
إن فعلتَ ذلك..
ضمنت شره، وشر مقاومته لك.
سيزعجك؟
نعم..
لكنه إزعاج الخائف على دنياه الذي تعرفه وتعرف حده وسقفه، وهو خيرٌ لك من أذى زاهدٍ في الدنيا لا تغريه القضايا الكبرى ومسألة إنقاذ البلدان!.
اختر عدوك بنفسك .. تسلم.
أو
اصنع عدوك بنفس وعش هائناً طول الزمان.

***

من الآخر!..


تحاول بعض المسلسلات السورية ترويج قبول المجتمع للمجرمين، تحاول أن تقول أنهم جزء طبيعي من المجتمع، وهم ليسوا أشرار كثيراً، في داخلهم الجانب الطيب حتى لو قتلوا واغتصبوا وسرقوا وعذبوا وفعلوا كل سفالات الأرض.
لكن ماذا عن ملايين الأشخاص الذين نلتقيهم في الطريق، وفي وسائط النقل العامة، وفي الأزقة المهملة خدمياً، نمشي بينهم بأمان وطمأنينة رغم فقرهم المدقع، يسعون من الصباح حتى المساء من أجل لقمة طعام، ومع ذلك لا يفعلون كما يفعل ذلك الجزء “الطبيعي!” من المجتمع.
قل لي من تعاشر .. أقول لك من أنت!.
بالنسبة لي أعاشر المعلقين في الباصات العامة بيد واحدة، أعاشر ركاب السرافيس اللاهثين وراء لقمة شريفة، والناس التي تبتسم لبعضها البعض وسط كل هذا القهر والحرمان، الملايين من رفاق الخير، والعمل، وليس رفاق السوء والتشبيح والقتل والفساد.
لي أهلي وانتمائي.. وللآخرون أهلهم وانتماءهم.
لا مبرر ولا معنى لتسويقهم!
فهذه البضاعة كاسدة.
وهذا التسويق لن يفيد.
من الآخر!… ونقطة في نهاية السطر.

***

أجمل منشور إنساني قرأته قبل أيام يتحدث عن مساعدة القطط.

المسالخ ستتوقف عن الذبح في العيد لذلك يجب تأمين طعام لمأوى القطط.
هذا التناقض المثير في هذه العبارة هو خلاصة ثقافة العالم كله.
حين تمر كلمة “مسلخ” بشكل طبيعي ضمن جملة إنسانية!، يتعاطف معها المليارات ويذرفون الدموع تأثراً.

رحم الله أرواح جميع الدجاج والخراف والأبقار وفي بعض الأحيان وبشكل سري “الحمير”، فلولاهم ولولا دماءهم الذكية ولولا سلخ جلودهم لما استطاع انسانيوا القطط والكلاب الشعور براحة الضمير.

***


أرصد كل شهر عشرات المقالات والتلميحات والمنشورات بل وبعض الكتب الرصينة عن تفاهة ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي، عن إدمان الانترنت، عن مساوئ التقنية الحديثة، كل هذا في مواقع التواصل الاجتماعي بالطبع!.
على أية حال، حين تم نشر الكتب والمجلات الورقية كانت مبيعات مجلات الموضة وماذا فعلت الممثلة الفلانية وما هو لون ملابسها الداخلية أعلى بكثير من مبيعات الترجمة العربية لمجلة العلوم الأمريكية، إذا المشكلة ليس في الورق ولا في الانترنت ولا في أي اختراع مستقبلي آخر، بل في توجه الفرد، في اهتماماته، في إدمانه الرياء، التظاهر، في جوعه المرضي للظهور والشهرة، وهذه الأمور مستمرة منذ العصر الحجري الأوسط، ربما ما قبله بكثير.


استخدمُ الانترنت بكفاءة عالية في عملي وثقافتي، وهي تبلغ بكفاءتها -على الأقل- عشر أضعاف الطريقة القديمة التي عاصرتها أيضاً، لقد تطورتُ خلال بضع سنوات في مهنتي أضعاف أضعاف ما فعلت طوال حياتي بفضل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لا تلوموا إذاً هذا الاختراع الجميل والمهم، لا تلوموا مواقع التواصل الاجتماعي فهي أغنت بمعلوماتها وبما رصدتُ فيها ثلاث روايات كتبتها إضافةً إلى مئات المقالات والتدوينات الأخرى.


أنا من مواليد أيار ١٩٧٠ انتقلت من عصر ما قبل ظهور التلفزيون في بلادي إلى عصر الذكاء الصنعي، وتعلمتُ باقتدار جميع مفردات كل هذه المراحل، وما زالت لدي الطاقة والشغف الكافي لتعلم المزيد والمزيد، والابحار المُتْقَن الهادئ في ظل أي تطور تقني جديد، لم، ولن، أصبح عجوزاً سقف إمكاناته انتقاد الجيل الجديد كما كان يفعل الكثير مما عاصرتهم ورأيتهم وأنا شاب، سأظل أحمل في داخلي قلب وعقل الطفل القادر على تعلم كل شيء، بذات الدهشة الأولى، وبذات الانجراف للانصهار في روح الأشياء ومعانيها.ن تفاهة ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي، عن إدمان الانترنت، عن مساوئ التقنية الحديثة، كل هذا في مواقع التواصل الاجتماعي بالطبع!.


على أية حال، حين تم نشر الكتب والمجلات الورقية كانت مبيعات مجلات الموضة وماذا فعلت الممثلة الفلانية وما هو لون ملابسها الداخلية أعلى بكثير من مبيعات الترجمة العربية لمجلة العلوم الأمريكية، إذا المشكلة ليس في الورق ولا في الانترنت ولا في أي اختراع مستقبلي آخر، بل في توجه الفرد، في اهتماماته، في إدمانه الرياء، التظاهر، في جوعه المرضي للظهور والشهرة، وهذه الأمور مستمرة منذ العصر الحجري الأوسط، ربما ما قبله بكثير.


استخدمُ الانترنت بكفاءة عالية في عملي وثقافتي، وهي تبلغ بكفاءتها -على الأقل- عشر أضعاف الطريقة القديمة التي عاصرتها أيضاً، لقد تطورتُ خلال بضع سنوات في مهنتي أضعاف أضعاف ما فعلت طوال حياتي بفضل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لا تلوموا إذاً هذا الاختراع الجميل والمهم، لا تلوموا مواقع التواصل الاجتماعي فهي أغنت بمعلوماتها وبما رصدتُ فيها ثلاث روايات كتبتها إضافةً إلى مئات المقالات والتدوينات الأخرى.


أنا من مواليد أيار ١٩٧٠ انتقلت من عصر ما قبل ظهور التلفزيون في بلادي إلى عصر الذكاء الصنعي، وتعلمتُ باقتدار جميع مفردات كل هذه المراحل، وما زالت لدي الطاقة والشغف الكافي لتعلم المزيد والمزيد، والابحار المُتْقَن الهادئ في ظل أي تطور تقني جديد، لم، ولن، أصبح عجوزاً سقف إمكاناته انتقاد الجيل الجديد كما كان يفعل الكثير مما عاصرتهم ورأيتهم وأنا شاب، سأظل أحمل في داخلي قلب وعقل الطفل القادر على تعلم كل شيء، بذات الدهشة الأولى، وبذات الانجراف للانصهار في روح الأشياء ومعانيها.

***

أهم ما يواجهنا حاليا في المسألة السورية هو قضية النضج، وهي أم القضايا السورية وأخطرها، فالمجتمع الطفل الذي نما على فكرة الدولة-الأم التي ترضعه وتطعمه من المهد حتى اللحد لا يستطيع أن يواجه أعاصير العالم واضطراباته العنيفة، الجميع يرى الدولة بأنها الأم التي تغذي وليس الكيان الذي ينظم ويحتاج إلى موارد، الجهاز الذي يتطور بتطور وعي وعقول أفراده، الجهاز الذي لا يستطيع الوصول إلى أعلى درجات الفساد دون فساد ثقافتنا وقيمنا ومشاركتنا جميعاً في تقبل الفساد وتسويقه، دون مسؤولية لا يوجد تغيير، والمسؤولية شرط البالغ العاقل، لذلك الجميع يهربون باتجاه أي نظرية خيالية تعفيهم من هذه المسؤولية ومن هذا الجهد.

***

كثيرون يحلمون بلحظةٍ ما، بحدث فاصل، بتحقق معجزة صغيرة، باقتران ما بشخص،.. ، ألخ.
لكنهم بطريقة ما غير واعية يهربون من فرصة تحقق هذه الأحداث والأمنيات على الرغم من إحساسهم بالألم والقهر لفقدها.
تأمين فرصة تحقيق هذه الأحلام لهم تضعهم في مأزق وجودي، القليل فقط منهم يفهم نفسه ويحاول إنشاء هوية لنفسه فيما تبقى له من حياة، بينما يدخل معظمهم من حالة حزنٍ عميق وهم يدركون أن ما حلموا به لسنوات طويلة لا يرغبون به حقاً، بل لا يستطيعون حتى تحمل احتمال وجوده في منظومة حياتهم.

نُشِرت في أخبار و مقالات مختارة, الجميع | أضف تعليق

لماذا يكره البشرالحياة؟

لماذا يكره البشر الحياة؟

استغرقتُ وقتاً طويلاً للتخلص من مرضي النفسي، لم أكن مسؤولاً عنه، ولم أكن استثناءاً فيه، بل كنتُ فرداً من الغالبية الساحقة، حيث الاستثناءاتُ شواذ.
مرضي..، هو الثقافة التي نشأنا عليها، والبعض يحاجج أن مناطق أخرى من العالم لا تشوه أفرادها كما تفعل ثقافتنا، لكن هذا الكلام غير صحيح، البشر في كل مكان يحفرون قبوراً بيدهم ليعيشوا فيها كل وقائع حياتهم القصيرة، يتمنون الحياة بعد الموت بدل عيشها في كل لحظةٍ وكل ثانية.
بدأ التشوه والمرض مع تسلل فكرة الدونية إلى عقل البشر، لقد صنعوا صوراً مثالية لا يمكن تحقيقها لكائناتٍ خرافية، ثم رغبوا بشدةٍ أن يكونوها، الحياة دون جهد، الحياة دون موتٍ في آخرها، الحياة دون ألمٍ وانكساراتٍ وهزائم، وأخيراً الإله/الآلهة الكاملة التي يُصبح البشر في العلن عبيدها، وأحياناً أذلاءَها، لكنهم في أعماقهم لا يرفضون هذه الصورة فحسب، بل يعملون بهمةٍ وعنادٍ شديدين على إصلاح هفوات هذا الإله/الآلهة التي ارتكبوها أثناء صناعتهم للبشر.
يعتقد معظم البشر أن هناك خطأً جسيماً حدث أثناء صناعتهم، يعتقدون أيضاً بوجود خلافٍ بنيوي عميق بين الجنسين.. المذكر والمؤنث، البعض منهم يرى فوارق أبدية في الوعي والثقافة بناءاً على لون البشرة، آخرون يظنون أن جماعاتٍ منهم تُولَدُ ممسوخة، أو مخصصة للاستعباد، أو ملعونة من قبل الآلهة ليس عليها الامتزاج بالكائنات الأخرى ذات السمو وذات الاتصال المميز مع المقدس المعبود.
الإنسان الحائر حتى في أكثر البلدان تحرراً من الناحية القانونية لا يفهم الأنثى التي تنام إلى جانبه والتي يمارس معها الجنس بانتظام، هي أيضاً تشتكي من ذات الأمر، وفي الحالتين الأمر ليس غريباً، فالذي لا يفهم ذاته لن يستطيع فهم الآخرين.
يؤجل البشر الحياة حتى تحقق ظروفٍ مناسبةٍ لها، ظروفٌ لن توجد أبداً، لذلك يبقون عالقين في قبورهم في انتظار قدوم الحياة إليهم، نسبةٌ منهم استسلمت سلفاً وهي تنتظر حياةً أخرى بعد الموت بعد استحالة تحققها هنا، أو ينتظرون عودةً إلى الحياة لتجربتها مرةً أخرى علّ هذا القبر يتسع قليلاً!، كل هذه الآمال تنبعُ من جذرٍ واحد..
أننا لم نستخدم فرصتنا الوحيدة اليتيمة التي كانت بين أيدينا، لم نستخدم الثواني الرائعة التي مضت بين ألمٍ وآخر، بين خوفٍ وآخر.
حتى الذين تحرروا من ثقافتنا العالمية المرعبة، عاشوا أبداً متنقلين بين القبور، ينظرون إليها مفتوحةً والناس ساكنين فيها لا يتحركون مع أنهم يتنفسون ويبصرون ويسمعون، لن تستطيع أن تحيا بين انتظارهم حتى لو تحررت أنت من قبرك!.
هذه الحياة نُضَيُّعها، هذه الفرصةُ اليتيمةُ نَدْفِنُها، هذا الإله الذي خلق كل هذا في نظر المؤمنين به لا يستحق التقديس على ما فعل!، في الواقع معظم البشر ينافسونه ويعتقدون ضمناً أنهم أقدرُ منه على صناعة خلقٍ جديد بلا أخطاء!، يوجد قاعدةٌ ذهبية في السلوك البشري..
“أينما رأيت فائضاً ظاهراً من الحب، ابحثْ عن الكره الذي يختفي بعنايةٍ وراءه”
“أينما رأيت فائضاً ظاهراً من كل شيءٍ، ابحث عن نقيضه الذي يختفي بعنايةٍ وراءه”
كل ما في الكون في استقطابه الحاد يخلق نقيضه، ذاك قانون فيزيائي يحكم كل شيء.
يحتاج البشر إلى دفعةٍ ثقافية صغيرة للخروج من عمر المراهقة الجمعي، حيث الخيالات الغريبة على أشُدِّها، وحيث الأوهام الكبرى والصغرى تفتك بالجميع، وتشوهُ الجميع، دفعةٌ صغيرة تصل بالإنسان إلى بشائر مرحلة النضج، ستتحسن الأمور قليلاً، لن تصبح وردية، لكن العيون التي أدمنت القبور/الأرحام ستخرج منها إلى الفضاءات الواسعة، وكما يفعل الطفل..


الحياة باردة.. والرحم أدفأ.


سيبكي قليلاً قبل أن يعي أن اللذات الحقيقية هنا، وليس في العالم الدافئ الذي أتى منه قبل قليل.

نُشِرت في فكرة, الجميع | الوسوم: | أضف تعليق

المقاومة.. أمر آخر

ربما المقاومة أمرٌ آخر..
أن تعلم ابنك تجاوز الخرافات، وتجاوز ثقافة التسول،ثقافة نشر صور الضحايا.
هذه هزيمةٌ نكراء، مخزية، تأثيرها سلبي وقاتل.
بهذه الطريقة تنشرون ثقافة التسول، والعجز، والتبعية، وتقولون لأنفسكم ولأطفالكم نحن عاجزون تماماً، ننتظر من نشتمهم الآن ونحتقرهم، أن يصبحوا أكثر إنسانية!.
وكأنهم سيتوقفون حقاً، وكأنهم ليسوا ماضين إلى أخر نقطة في دمنا ووجودنا تحت ذريعة تحرير رهائن غزوتنا المباركة الأخيرة، يوم تغنى هذا الشعب الذكي العظيم بانتصارٍ تاريخيٍ مجيد، قبل ان يبدأ اللطم والنواح وهذا التسول المخزي المُعيب.
المقاومة..
أن يتخلى اللاطم الباكي الشاكي عن أوهامه الدينية والقومية ليستطيع مقاومة اوهام وعنصرية وتفاهة الآخرين.
أن يعلّم نفسه وأطفاله..
القراءة، الاختلاف، الصناعة، الابتكار، التحرر، بدل ثقافة اللطم، والعجز، والنواح، وأوهام الانتصارات الإلهية.
هذا زمن العلم وليس زمن السيوف والعصابات والاستعباد والاغتصاب.
ونحن..
نحمل عقلاً عمره ألفا عامٍ على الأقل.
لكننا لا ندرك ذلك.
وفوق هذا وذاك..
نناقش راهننا به، ونعيش زمننا الحالي به، ونصل إلى قاع القاع به، ونراهن على أن الآخرين -بعلمهم وطريقة تفكيرهم ووعيهم- كفارٌ أغبياء!.
افيقوا.. يرحمكم الله.. ويرحمنا..، معكم، ومنكم.

نُشِرت في الجميع, سياسة | الوسوم: | أضف تعليق

حقوق إنسان

أقرأ بعض منشورات المنظمات العالمية التي تدافع عن حقوق الإنسان، عبرها نعلم بعض حالات الاعتقال، وكيف ولماذا حدثت، وهي غيضٌ من فيض جنون هذه المنطقة الذي نعرفه جيداً، لكنها تكرار الأسماء أصبح فعلاً قبيحاً وسمجاً.
لأنه إدانةُ المنتج النهائي لسلسلة طويلة من العمليات تبدأ بأولئك الذين يدعمون هؤلاء بقوة المعلومات -وبالدعم الفعلي على الأرض أحياناً- عند تصنيع بعض الانقلابات وافتتاح فروع تعذيب جديدة خارج حدود البلاد، لذلك على هذه المنظمات العالمية التوقف عن ذكر أسماء الأفراد والذهاب إلى النبع فوراً عبر الطلب الرسمي المستمر من القوى الحاكمة في الدول الكبرى والدول المسماة ديمقراطية وقف عمليات التعذيب في أفرعها الخارجية، وعدم ادعاء عدم العلم وعدم المعرفة وعدم الدعم المباشر لهذه الفروع.
هذا أكثر فائدة، وأقرب للتقوى! فيما يفعلون، وأظنهم لو توجهوا للنبع لما كانوا، ولما بقيوا، فهم في حالتهم هذه يشبهون حالة صحفيي الدول الدكتاتورية حين يستهدفون فساد عامل، أو مدير، أو حتى وزير انتهت صلاحيته وتم إصدار الأمر بكنسه تمهيداً لتعيين فاسدٍ ألعن منه، هؤلاء الصحفيون يتفاخرون بحرية الصحافة ودورها في بناء المجتمع ولو تكلموا عن غير ما هو مسموح لهم، لذهبوا، وذهبت صحافتهم معهم.
هذه ايضاً حال منظمات حقوق الإنسان العالمية..
الإجرام يحدث قربهم .. وهم ينتقدون من يُسمح لهم بانتقاده فقط تمهيداً لدعم قادمٍ جديد ألعن منه.
لن ترون هذا مكتوباً أيضاً في المواقع الإعلامية ذات التمويل الدولي، لأن وظيفتها الرئيسية فضح المدراء الذين خرجوا عن بعض الطاعة، من يدفع مال التمويل هو يريد تلميع صورته فقط، وهم يشبهوا في وظيفتهم ودورهم ومنتجهم النهائي وظيفة الصحافة الديكتاتورية، أقلامهم موجهة فقط لخدمة أصحاب المال لا لخدمة ضميرهم المهني.

نُشِرت في الجميع, دبوس | الوسوم: | أضف تعليق

إنهم يرجون للفساد والعصابات وليس العكس!

رأي خاص في مسلسلات رمضان من قبل من لم يشاهدها ولن يشاهدها.

قرأت قبل قليل بداية منشور منسوب لممثل يقول فيه أن غاية مسلسل “كسر عظم” هو تعرية الفساد.
ربما كانت غاية مسلسل الهيبة أيضاً تعرية عصابات المخدرات!.
والنتيجة ماذا؟
أصبحت ذقن “تيم حسن” موضة بين الشباب!، ومن المؤكد أيضاً أفعاله، فهو البطل المغامر الناجي أبداً في هذه المنطقة التي لا شغل للثقافة فيها إلا توثيق سيرة حياة هؤلاء الأبطال، سواء كانوا يعملون في قطاع العصابات الشريف، أو في قطاع التسلط والفساد والقتل والتعذيب، والباقي من الأعمال تصوير زعران الأحياء وقاعه الثقافي على أنهم هم من أسسوا تاريخ بلدنا العظيم.
هل وظيفة الفن توثيق حياة هؤلاء فقط!.
الفن هو القوة الناعمة التي تدلنا على طريق الحياة، وعلى طريق الأمل، وعلى طريق التغيير، بينما جميع كتابنا الحاليين هم مروجوا أمر واقع، الرسالة واضحة على الأقل بالنسبة لي، وأتمنى أن تكون أيضاً كذلك بالنسبة للجميع.
تقول رسالة هذه الأعمال الفنية، هذا هو الواقع، إما أن تنخرطوا به، وتشاركوا بقوة في صناعة وقبول أحداثه، أو تبقوا بشراً هامشيين وصعاليك، هؤلاء هم أبطال هذا الزمان وقاماته العالية!.
الأبطال الحقيقيون هم في الواقع عكس أبطال هذه الأعمال الفنية القذرة، هم أناس دفعوا أثماناً باهظة لتغيير مجتمعاتهم، وهي ستتغير مهما طال زمن العجز والقهر لأن التاريخ شاهد على أن الجريمة والفساد لا تبني الحياة بل تحطمها، فلماذا يصر مثقفونا! وأدباءنا! على معاندة هذه الحقائق التاريخية، والأخلاقية أيضاً.
لسبب بسيط..
هم أبناء هذه المرحلة المشاركين فيها وفي صناعتها، لا تصدقوا أن عملاً ادبياً يمر من مقصلة رقابة القوى المجتمعية المسيطرة إن لم يكن يخدمها ويخدم أهدافها القريبة والبعيدة، أعمالنا تشجع على الفساد وليس تفضحه، وهي تسوق له، تُدخِله إلى جميع المنازل عبر جعل أبطاله حُلم المراهقين وهم يرون أهلهم يتابعونهم بشغف ولا يعترضون عليه!، لا يطالبون بإيقاف هذه المهزلة، بل يقلدون في سلوكهم اليومي أبطال هذه الأعمال في حاجاتهم ورغباتهم وأسلوب حياتهم، وفي ذقن الهيبة!، فهل وصلت رسالة ذقن الوالد إلى طفله!.
لكي تعلّموا أبناءكم الاستئذان قبل فتح باب غرفتكم المغلق، استأذنوا أنتم بدخول غرفهم حتى عندما يكونوا صغاراً.
ولك تعلموهم طريق العلم والثقافة اقرأوا أمامهم دون نصائح بأن افعلوا هذا ولا تفعلوا ذاك، كونوا مثالاً صالحاً لهم، قولوا لهم نحن لا نتابع مثل هذه المسلسلات لأنها لا تتحدث عن أبطالنا الحقيقين، عن ذلك العامل المعلق بيد واحدة في منتصف باص النقل الداخلي في طريقه إلى منزله لأنه رفض أن يكون مثل أبطال مسلسلاتنا، عن تلك المُدَرّسة التي نهشها الفقر ومازالت تعلم الأولاد بضمير حي وتعاند ثقافة الزمان لأنها تعي أن التاريخ لها وليس لهم، فهم حالة قذرة ستزول مهما توهم البعض غير هذا، هناك آلاف الأمثلة التي لا يراها ولن يراها صُنّاع ثقافتنا المزعومين، لأنهم خَدُم هذه المرحلة وأدواتها المخلصة، على العكس مما يروجون.
لا صحو دون ثقافة..
وما ترونه في هذه الأعمال أخجل من تسميته أمامكم هنا.
صباح الخير لمن تبقى فيهم رغبة في مبادلتي هذه التحية!.
ولمن يقرأ الإطالات التي أكتبها في زمن الملخصات، بدءاً من التعليم الجامعي وصولاً إلى كل مناحي حياتنا.

نُشِرت في الجميع, سياسة | الوسوم: | أضف تعليق

تبعية رخيصة

إن كانت الأعمال السينمائية والتلفزيونية في البلدان الديمقراطية أداة مهمة في أيدي أجهزة الاستخبارات وقوى الدولة العميقة لتمرير دعايتها وإعادة تشكيل المزاج العام الداخلي وحتى العالمي باستخدام القوة الناعمة، فكيف يكون الحال في دولٍ غارقة حتى العظم في الأنظمة الديكتاتورية.
هل تعتقدون حقاً أن هناك عملاً فنياً يقول ما لا ترغب به أجهزة الدولة ومصالح المسيطرين عليها؟
وهل وصل الغباء البشري إلى تخيل وجود حرية فنية في بلدان تسجيل الأنفاس والهمهمات والأحلام الليلية؟
وللتلميح..
خدمةً منا للقطعان..
ولثقافة هذه القطعان، على أمل أن يستفيقوا بعد ثلاثين أو أربعين قرناً من الزمان..
نذكر بأمرين:
أولهما ثنائية الولايات المتحدة وإيران..
لو ذهبت إيران من المنطقة لاخترعها الأمريكان مرةً أخرى، بدونها لا تستقيم المعادلات.
الأمر الآخر..
اسرائيل ضحية وليست انتصاراً كما يزعم خصومها.
من أقنع اليهود بالتجمع في مكان واحد ليكونوا شوكة في جسد المنطقة حقق عدة غايات، تخلص منهم، ضمن تبعيتهم الدائمة له عبر خوفهم الدائم من جوارهم، تلك التمردات الموضعية لا تفسد للتبعية الاستراتيجية للمسيطرين قضية، باختصار لقد تورطوا عندما عزلوا نفسهم إنسانياً في صيغة دينية بدل الاندماج بالمجتمعات، هذا ما يحدث الآن أيضاً أمام أعيننا في المنطقة، لكن مع تشكيل جنين قومي هذه المرة يشبه كثيراً حالة إسرائيل التي يبدو أنها عجزت عن تقديم الخدمات كما يجب عليها وفقدت قدرتها على تقديم الضحايا البشرية خدمةً لمخططات الآخرين.
طالما رضيت بعض القطعان في المنطقة أن تكون مطيةً ليس عليها أن تحتج لاحقاً من تشويه صورتها أمام الآخرين، يجب أن يستمر الخصام مع المحيط العام لكي لا تتمرد المطية على الراكبين على ظهرها، عليها أن تبقى مُحتقرة وخائفة لكي تبقى في بيت سيدها حتى لو أفلت لجامها، المطية الجيدة هي تلك التي لا تحتاج لجاماّ ولا حبلاً لربطها، الحبال أصبحت غالية في هذه الأيام، والتوفير حالياً سيد التوجهات الحديثة.
تبعية رخيصة.. هذا ما يبحث عنه المسيطرون.

**

استكمالاً لفكرة المنشور السابق (في موقع الفيسبوك)

إن كنت مسيطراً عليك أن تختار جهة يسهل التخلص منها، عليك أن تضمن دوام احتقار المحيطين بك لها ولأعمالها القذرة التي تكلفها أنت بها، ليس في مصلحتك تسليم هذه المهام القذرة لمجموعة مقبولة اجتماعيا لأنها قد تتمرد عليك لاحقاً، أو قد يصحو ضميرها، وفي هذه الحالة ستزيحك بسهولة ويُسر لأنها مقبولة من محيطك الاجتماعي، لذلك تسليم المهام القذرة يكون دائماً لمن يسهل التخلص منهم.

تَظهرُ الجهة المسيطرة دائماً كجهة معارضة لما تفعله أدواتها، تنأى عنهم بنفسها، مقتلها هو لحظة انكشاف ارتباطهم بهذه الأدوات، لذلك يحرصون على ظهورهم أمام محيطهم بأنهم ضحايا لهؤلاء وليسوا المتحكمين بهم.

في كل مكان من العالم.. من يحكم فعلاً يبقى دائماً في خلفية المشهد وليس في مقدمته، فتشوا دائماً عن أصحاب المال وماذا يريدون وانسوا فزاعات الحقول التي تشاهدونها في الإعلام.

هذه الفكرة الأخيرة لا تناسب أطراف الصراع في منطقة ما من العالم، لأنها تدمر كل ما بنوه في حياتهم كلها من افتراضات ونظريات.

نُشِرت في الجميع, سياسة | الوسوم: | أضف تعليق

عيد الام الحديث

أهدت أمها سيارة، لكن الأم لم تتوقف حتى الآن عن البكاء.
صرخت متألمة:
خذي هديتك .. لا أريدها.
كل الأمهات اللواتي أعرفهن سعيدات.. إلا أنا تعيسة لأني أنجبتك انت وأخوتك.
سعاد .. وضع ابنها صورة لها على الفيسبوك، معدلة بالذكاء الصنعي بالتأكيد، تبدو جميلة جداً في الصورة، على العكس من الحقيقة، انظري كيف يكون بر الوالدين.
جميلة، وضهت ابنتها صورة وهي تقبلها على خدها.
نسرين، محاطة بزوجها وابنها في صورة دافئة، هو يضربها طوال العام.. أفهم معنى نظرتك البلهاء هذه، لكنه بهذا الفعل غسل كل تصرفاته السيئة معها.
لا أستطيع عدهم كلهم ..
وأنت تأتيني بكل وقاحة بهذه الهدية التافهة.
أنتم متخلفون ورجعيون!
أنا المحسوبة على الجيل القديم وضعت صورة المرحومة أمي على الفيس.
وأنتم!
الله يغضب عليكم.
وأكملت بكاءها المرير.

نُشِرت في الجميع, دبوس | الوسوم: | أضف تعليق

مَخْبَر الفيسبوك

هل أستطيع البوح أمامكم بشيء؟
أراقب الفيسبوك كمختبر اجتماعي كبير، ليس فقط إدارة الفيسبوك تحلل البيانات، أنا ايضاً أفعل ذلك في النطاق الذي أستطيع رؤيته في مجتمعنا.
ما يرعبني حقاً.. هو تلك الاندفاعة الرهيبة للجموع.
عندما تصبح قطعة ثياب “موضة” على سبيل المثال.
أو يصبح وضع صورة على الفيسبوك واجب.
أو يصبح التفاخر بأمر ما على الفيس أمر إلزامي تقريباً.
تلك الاندفاعة العنيفة تورط معظم البشر لدرجة إلغاء التمايز الفردي.
قد يقتلون أحداً ما لو كانت هذه الاندفاعات على الأرض وليس في فضاء رقمي، يقتلونه لمجرد اتهامٍ غير صحيح، لن يستطيع أحد تشغيل عقله الفردي إن أصبح الموضوع “موضة!”.
كتب غوستاف لوبون عن هذا في سكيولوجية الجماهير، لكن القراءة شيء، ورؤية الاندفاعات العمياء للجماهير شيءٌ آخر، ..عندما تسقط المعرفة الفردية والتمايز الثقافي والعلمي والشخصي ويصبح الجميع متشابهين إلى حد التماثل التام.

نُشِرت في فكرة, الجميع | الوسوم: | أضف تعليق