الدين و العشق

الدين و العشق متشابهان مترادفان، و هو درجات يبدأ بالحب و ينتهي بالهيام وهو “الجنون من فرط العشق و الحب”، إن غرقت في العشق رأيت المحبوب أجمل الكائنات حتى لو كان بعين البقية أبشعها و لظننت نفسك محظوظاً أن أحداً لم يسبقك إليه أو تمنيت لكل من تحبه تذوق حلاوته!، و لعشت تناجي نفسك من فرط سعادتك بما لديك، فإن صحوت من سكرته سألت من هذا الذي أخذ عقلي و أين كان حين ظننت به ما ظننت!.
بعض العشق حين تتركه تكتشف بعدها قبح المعشوق و يأكلك الندم و الشك في خياراتك و صحتها، و بعض العشق إدمان فإن تركته بحثت عن غيره فما يغريك فيه ليس المعشوق بقدر ما يفعله العشق في جسدك فتستبدل سكرةً بأخرى، و بعض مغادرة العشق وهمٌ تظن فيه أنك تكره المعشوق بل و تشتمه ليل نهارٍ لكن هذه هي طريقتك السرّية لدوام ذكرك له و حاجتك لاسمه يسري في عروقك و عقلك و وجدانك، وهناك أيضاً من يغادره لأنه يعرف أن كل الأشياء تولد و تتألق و تموت و هذه سنّة الحياة و الكون، و المعشوق هنا تاريخك و ماضيك و خيار ذاتك في مراحل سيرها في عالم تتلمسه لتعرفه و تعرفَ به نفسك، فتراه في واقعه و في أخطائه و نجاحاته دون هالة الاستعباد التي تفرضها العاطفة، وتعيش معه و مع غيره فالعالم يتسع للجميع، و لكلٍ بعض قبحٍ و بعضُ جمالٍ في آن واحد، ليس لك حاجة لأن تكرهه و لا لأن تغيب به، بل حاجة لأن تراه كما هو، و ما هذا إلا رؤيتك لنفسك كما هي بضعفها و محدوديتها الذي لا يجب أن تخجل منه.

About Aiham Mahmoud

Structural engineer
هذا المنشور نشر في فكرة, الجميع. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.