الدين و العشق متشابهان مترادفان، و هو درجات يبدأ بالحب و ينتهي بالهيام وهو “الجنون من فرط العشق و الحب”، إن غرقت في العشق رأيت المحبوب أجمل الكائنات حتى لو كان بعين البقية أبشعها و لظننت نفسك محظوظاً أن أحداً لم يسبقك إليه أو تمنيت لكل من تحبه تذوق حلاوته!، و لعشت تناجي نفسك من فرط سعادتك بما لديك، فإن صحوت من سكرته سألت من هذا الذي أخذ عقلي و أين كان حين ظننت به ما ظننت!.
بعض العشق حين تتركه تكتشف بعدها قبح المعشوق و يأكلك الندم و الشك في خياراتك و صحتها، و بعض العشق إدمان فإن تركته بحثت عن غيره فما يغريك فيه ليس المعشوق بقدر ما يفعله العشق في جسدك فتستبدل سكرةً بأخرى، و بعض مغادرة العشق وهمٌ تظن فيه أنك تكره المعشوق بل و تشتمه ليل نهارٍ لكن هذه هي طريقتك السرّية لدوام ذكرك له و حاجتك لاسمه يسري في عروقك و عقلك و وجدانك، وهناك أيضاً من يغادره لأنه يعرف أن كل الأشياء تولد و تتألق و تموت و هذه سنّة الحياة و الكون، و المعشوق هنا تاريخك و ماضيك و خيار ذاتك في مراحل سيرها في عالم تتلمسه لتعرفه و تعرفَ به نفسك، فتراه في واقعه و في أخطائه و نجاحاته دون هالة الاستعباد التي تفرضها العاطفة، وتعيش معه و مع غيره فالعالم يتسع للجميع، و لكلٍ بعض قبحٍ و بعضُ جمالٍ في آن واحد، ليس لك حاجة لأن تكرهه و لا لأن تغيب به، بل حاجة لأن تراه كما هو، و ما هذا إلا رؤيتك لنفسك كما هي بضعفها و محدوديتها الذي لا يجب أن تخجل منه.
Pinned
أيهم محمود
مهندس مدني و ناشط سياسي و اجتماعي سوري، ساهم مع زملائه في بلورة مفهوم الأغلبية الصامتة في بداية الأزمة السورية، يعتقد أن الأزمة السورية ثلاثية الأطراف و ليست ثنائية، و أن كتلة وازنة و مهمة من الشعب السوري تريد تغييراً حقيقياً يتجاوز المطالب اليومية البسيطة إلى إعادة صياغة عقد اجتماعي جديد و تحديد مكانة سوريا الإقليمية و الدولية بشكل مختلف جذرياً عن ما هو مطروح الآن، يرى أن ما يحدث في سوريا هو انعكاس لأزمة ثقافية عالمية و أن الثقافة الغربية قد سقطت و لا سبيل إلى إيقاف انحدارها إلى الحضيض و بالتالي هناك واجب إنساني مُلّح يقضي بتأسيس ثقافة مغايرة تملأ هذا الفراغ، و يرى أيضاً أن التاريخ شاهد على قدرة السوريين على إحداث التغيير الأخلاقي المطلوب و نشره عالمياً و يستشهد بالمسيح السوري و الموجات الفكرية المتتالية التي انطلقت من هذه الأرض و غزت الامبرطورية الرومانية في فترة تتشابه فصولها مع ما نعيشه الآن، أسس مع مجموع من الأصدقاء موقع خارج السرب. متزوج و لديه ولد واحد، يعيش مع عائلته قريباً من البحر، و يعترف أنه عرف من جمال سوريا في أزمتها أكثر بكثير مما عرفه طيلة 45 عاماً من حياته فيها.التصنيفات
-
أحدث التدوينات
الأرشيف
منوعات